ضريبة وثمن تضحيات شهداء الجيش المغربي
يقترب عيد الأضحى و تقترب معه شريعة من شرائع الله التي شرعها لعباده..طاعة من الطاعات التي نتقرب بها لرب العالمين..و نتذكر بذلك قصة الذبيح سيدنا اسماعيل و محاولة أباه سيدنا ابراهيم التضحية به تقربا لله و هل هناك تضحية أغلى من عزيز يذبح..كان الله ارأف بسيدنا ابراهيم فأرسل كبشا فداءا لسيدنا اسماعيل..فما أروع رحمة رب العالمين..و ما أجمل ان ينال المضحي جزاء تضحيته خيرا مما كان يطمح إليه..
كلمة التضحية ذات معنى كبير و عميق جدا..و كأبناء الشهداء نعلم جيدا هذا المعنى فقد ضحى أباؤنا بأرواحهم فداءا لهذا الوطن و ضحت عائلات بابنائها و زوجات بأزواجهن و أطفال بآبائهم لأجلك يا وطني...فماذا كان جزاء هذه التضحية يا ترى؟ فلابد لكل تضحية من جزاء فهذا ما تعلمناه من شريعتنا و ما جاء في قرآننا و ما علمه لنا من خلال قصة الذبيح اسماعيل..طبعا الجزاء يكون في العادة من جنس العمل..فكلما كان العمل او التضحية عظيمة كان الجزاء أعظم..فهل هناك أعظم و أغلى من روح الإنسان يفتدي بها ما هو أغلى و هو أمن وطنه و طاعة ولي أمره..فماذا كان الجزاء...
الجزاء كان أسرة بلا مأوى و لا علاج..وقوف الأرملة بالساعات لأجل استخلاص راتب هزيل لا يسمن و لا يغني من جوع...مرض و جوع و بؤس و قهر هذا ما آل إليه مصير عائلات من ضحوا لأجلك يا وطني..اربعون سنة و لا يزالون يقفون بالطوابير أمام مؤسسات الجيش يستجدون حقوقهم في ابسط شروط العيش كأنهم متسولون و ليسوا ذوو حق..يقابل ذلك موظفين ساخطين يستعملون اقسى أنواع الرد المهين و يتبجحون برتبهم العسكرية و في الكثير من المرات يهددونهم بإيداعهم السجن خصوصا أن البعض منا يفقد السيطرة على نفسه لما يحيطه من ضنك العيش و القهر و الصبر قد نفذ يا الله فما العمل ؟...لم يرأف الوطن بنا كما رأفت بعبدك ابراهيم...
التضحية ليست كلمة عظيمة في بلدي كما هي في معجم العرب..بل أتفه ما سمعت من كلمات و يقابلها الذل و الفقر و الإهانة و أم نخر المرض بجسدها و لا زالت تقف أمام باب المؤسسة تطرقه كما طرقت ابوابا كثيرة منذ عقود و لا من مجيب..إلى متى هذا الصمت..لم يعد موجودا ما نخسره..طفولتنا مجرد ذكرى سيئة و شبابنا ذبل قبل ان يتفتح و الكهولة نحن على أبوابها..فماذا نخاف أن نخسر إذا ما رفعنا أصواتنا أكثر فأكثر..الشيء الوحيد الذي نملك..مجد آبائنا الزائف و كرامة وطن خذلنا..اصواتنا آتية قوية و سنعلمكم المعنى الحقيقي للتضحية...فأهلا بالعيد و بالأضحية..ذلك موعدنا...
احمزاوي محمد