استمرار إهانة شهداء حرب الصحراء
في السادس من نونبر الذي يتزامن كل سنة وذكرى المسيرة الخضراء، حج من أربع و عشرين مدينة بما فيها الأقاليم الجنوبية التي استشهد من أجلها آباؤنا ، العديد من أبناء و أرامل شهداء و مفقودي حرب الصحراء للعاصمة الادارية مدينة الرباط ،للوقوف أمام مقر أركان الحرب العامة كما دعت إلى ذلك الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء الممثل الشرعي لهذه الأسر في بيان سابق للتنديد بالتماطل و التسويف الممنهجين في تسوية ملفها العالق لأزيد من أربعين سنة، موجهة بذلك رسالة واضحة أمام الخواء الفكري للمسؤولين العسكريين الأكثر قربا من هذه الأسر مقارنة بالسيد الحموشي في تدبير شؤون أسر شهداء مؤسسة الأمن و رعاية ذويهم في العديد من المناسبات لتقول لهم كفاكم تناقضات في النظر لهذه الشريحة التي تعيش الويلات التي وصلت حد المأساة : أسر بلا سكن ،أرامل و أيتام محرومون من الولوج قصد العلاج للمستشفيات ، ايتام نخرت البطالة أجسامهم و سرقت احلامهم في تعويض امهات بالديون
و الأمراض مثقلات... هذا في الوقت الذي يكرم فيه الخونة و الجلادون ممن باعوا الوطن ...
إنها الوقفة التي صدحت خلالها حناجر أبناء و أرامل المفقودين و الشهداء الذين وجدوا أنفسهم بعد سنوات بين قطبي رحى مؤسسة تعيش المتناقضات -بين مؤيد لقضيتهم و رافض لشيء في نفسه و متفرج بين الاثنين- بشعارات كلها شجب و تنديد بما تتعرض له أسر شهداء و مفقودي حرب الصحراء من تهميش و إقصاء ممنهجين و كذا فشل "السياسة الاجتماعية " لمؤسسة لجيش في تدبير شؤون هذه الأسر التي لم تزدها إلا بعدا عنها وتعقيدا أكثر لأوضاعها.
للإشارة و في محاولة لاحتواء الوضع و مخافة من الفضيحة خصوصا و أن اختيار وكان و زمان الوقفة لم يأت اعتباطا سارعت لجنة من مستوى عال لطلب ممثلين عن الجمعية للتحاور وتدارس ما يمكن رغم درايتهم بدقائق وتفاصيل مأساة الشريحة في أفق الرد داخل أجل لا يتعدى خمسة عشرة يوما.
فمن باب تكريم الشهيد ،نتمنى ألا تكون المحاولة كسابقاتها مجرد وعد عرقوب لربح مزيد من الوقت و مزيد من الضحك و السخرية على أيتام و أرامل الشهداء و المفقودين.
و تبقى في الحلق غصة
ابراهيم العيرج
عضو الجمعية الوطنية
لأسر شهداء ومفقودي واسرى
الصحراء المغربية