متى سنحتفل بذكرى شهداء الوحدة الترابية؟ اسوة باحتفالات مأوية الحرب العالمية الأولى.
وأنا أتابع الأخبار الوطنية عبر القنوات العمومية وهي تغطي بفرنسا حدث الاحتفال بمأوية انتهاء الحرب العالمية الأولى الذي اختير لاقامته قوس النصر لما له من رمزية تاريخية ودلالات قوية .مناسبة عرفت حضور اغلب قادات العالم وشخصيات مدنية وعسكرية ،على علم بالفاتورة الباهظة التي خلفتها هذه الحرب ان على المستوى الاقتصادي وكذا على المستوى الإنساني.
حرب راح ضحيتها حوالي 18 مليون قتيل،حرب مدمرة حرب ناسفة حرب تقشعر لها الأبدان. حرب تسببت في مآسي وضحايا. حرب شارك فيها العديد من الجنود المغاربة، منهم من لقي حتفه ، ومنهم من عاد للوطن حاملا معه تجربة محملة بالمآسي والآلام والعاهات والندوب التي لا ولن تندمل . هذه هي مخلفات الحروب وهذه نتائجها.
و إلى حدود كتابة هذه الاسطر فالأمور عادية وطبيعة.
لكن ما أثار انتباهي ودهشتي واستغرابي هو عندما تلقيت مكالمة هاتفية من طرف أحد الأصدقاء، الذي أتقاسم معه كل المعاناة والآلام،حيث طرح علي السؤال التالي:
هل تتبعت الأخبار على القنوات العمومية وهي تحتفي بهذه المناسبة العالمية؟
مسترسلا وبألم وحسرة موجها لي أسئلة كثيرة،من قبيل : كيف تحتفي الدول بشهدائها رغم مرور قرن من الزمن؟
لكن المهم في هذه المكالمة هي الاحتفالات التي تنظم بالمغرب،والتي تحتفي بالجنود المغاربة الذين شاركوا بجانب فرنسا، ولازالت تحتفي بهم في كل مناسبة لها ارتباط بهم ( فرنسا) فكانت حسرة صديقي كبيرة جدا طارحا معها عدة أسئلة يجب الجواب عليها من طرف من يهمهم الأمر.صديق أتقاسم معه اليتم ونفس المعاناة لأننا أبناء شهداء حرب الصحراء الطاحنة وعضوين في الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي و أسرى الصحراء المغربية. وبصفتنا مواطنين مغاربة. أحسسنا بالغبن و الإقصاء والتمييز وهذا شعور تتقاسمه كل أسر الشهداء عبر ربوع هذا الوطن. ولا يهمنا هنا من الجهة الداعمة لهذه الاحتفالات سواء كانت داخلية أم خارجية، بقدرما يهمنا الجانب المعنوي الذي يختزل في هذه الاحتفالات التي تقام بمجموعة من المقابر بمدن مختلفة بالمغرب.فما الفرق إذن بين هؤلاء وشهداء الوحدة الترابية؟
وبهذه المناسبة العالمية لا بد من توجيه بعض الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة شافية ومقنعة.
متى ستقتدي الدولة المغربية بفرنسا و تقوم بتكريم والاحتفاء بشهداء الوحدة الترابية؟
لماذا تشارك مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين وبعض الجهات الحكومية،فيها ولا تفكر في فعل نفس الشيء مع شهداء القضية الوطنية؟لماذا لا يتم الاستفادة من التجربة الفرنسية المتعلقة بتكريم شهدائها وتكييفها مع الواقع المغربي؟ما هي الجهات الرسمية والغير الرسمية المترددة في الإعلان عن تخليد ذكرى اليوم الوطني للشهيد؟
هذه أسئلة تسائل الجهات المسؤولة والرأي العام الوطني عن ضرورة القطع مع سياسة الإقصاء والتهميش الذي يطال هذه الشريحة على جميع المستويات،وضرورة الإعلان الرسمي عن تخليد هذه الذكرى الرمزية والغالية والتي لها حمولة قوية تتعلق بروح الوطنية وحب البلاد وما أحوجنا إليها اليوم في مغربنا.
الحجام ابراهيم
عضو المكتب الوطني
للجمعية الوطنية لأسر
شهداء ومفقودي واسرى