صبرا آل الشهيد
أسود الوغى صدوا العدى إنهم الشهداء الشجعان
رموز عزة البلدان و شرف و مجد الأوطان
في بلادي منسيون في قبور مهجورة بلا عنوان
عظامهم قوت وحش الفلا و الرمال لهم أكفان
فصبرا آل الشهيد
نواح الأرامل عال و يعلوه أنين اليتامى
أجساد بلا روح تراها تدب في الأرض كأنها تحيى
و أطلال بيوت مهجورة تسكنها عجائز عذارى
و شباب فل و جاء المشيب و العمر ماض في الهم يفنى
فصبرا آل الشهيد
و الظالم في كرسيه ينعم يظن أنه مكلف معذور
و نسي أن إبليس كان ملاكا أخرجه من الجنة الغرور
ظلم و حيف و جور على إنسان حي مقبور
الحزن عادته و القهر يلازمه كما الجار للمجرور
فصبرا آل الشهيد
أيها الصامتون لا تحزنوا مرفوع عنكم الحرج
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها و على الظالم البينة و الحجج
عهد الصمت ولى و انتفض الحق يبغي الفرج
لا تستكينوا فالعلى يعتلى سلمه درجا درج
فصبرا آل الشهيد
فما ضاع حق له أهله سعاة و طلاب
و ما بين الله و دعوة المظلوم ستر ولا حجاب
و ليهنأ بالكم مهما طال الظلم الزمن قلاب
و لا تسكنوا لوديعهم فالطبع في الذئاب غلاب
فصبرا آل الشهيد
فالجور و القمع منذ الأزل في التاريخ تجذر
و الخوف و الجزع و الجبن ليس فينا أو منا تحدر
و الأيام دول من كان بالأمس فلان اليوم عليه الصبية تتندر
و غدا من ناظره يقترب و على الطغاة و أذنابهم الحذر
فصبرا آل الشهيد
لا يردنكم عن السعي للحق ظالم جائر عنيد
كثرت وعوده و تنصل و على كل قول رقيب عتيد
فموعدكم مع النصر و الظفر لا محالة أكيد
فيد الله فوق أيديهم و حسابهم عسير و وعد الله شديد
إبنة شهيد الوحدة الترابية
