"بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا،سنتحدث عن الماضي " الحلقة -2- من سلسلة:في زمن الحرب والجوع ( اسر شهداء حرب الصحراء المغربية )
حلال أم حرام!! هل كان من الواجب أن يفكر من مثلنا بذلك حقا!! في زمن حتى البطون الممتلئة المتوسدة أموالها وأموال غيرها لم تكن تكثرت لذلك!
لقد تكرر أمر سرقتي كثيرا، أتذكر مرة سرقت فيها خبزا، كان يوما سيئا حقا!! لقد كنت جائعا، وكان الجو حارا، لم أتمكن من بيع السجائر كما الأطفال الذين سبقوني لهذه التجارة الرخيصة! لقد كنت أطرد من كل زاوية ألجأ إليها للبيع، قال لي أحدهم يكبرني بسنوات " روح من هاذ القنت، مناهوش تاعك حنا سابقين ونبيعو قبل منك هنا...لكليان عارفنا"، مللت من التجوال قادتني قدماي الصغيراتان إلى أماكن عديدة شعرت بالعطش والجوع، كان منظر الخبز شهي جدا!! لم أستطع مقاومة رائحته التي تداعب أنفي الصغير، كان خارجا لتوه من الفرن و لم يكن في جيبي سنتيما واحد! أنا أعرف ذلك الرجل الشحيح لن يرحمني إن أنا طلبته، فكرت في خطة صغيرة، واحد إثنان....لم أكمل العد إلى ثلاتة حتى وجدت نفسي أهرب بكل ما تبقى لي من قوة، أراه يجري ورائي ككلب لا يريد الإستسلام، أمسكني الكلب وضرب جسدي الصغير، كان يركلني بحذاءه الكبير القدر، أ قضمة واحدة من الخبز تستحق كل هذا العناء!!
مازلت أشعر بالجوع، الكلب ركلني في بطني جعلني أتقيأ ما أكلته منذ البارحة، لم يسقط في جوفي شيء هذا الصباح، أبتلع ريقي و أتذكر أمي ثم أنهض من على الأرض!! يحب أن أربح بعض المال فهناك تسع أفواه جائعة تنتظرني!! تعبت حقا لماذا كل هذه المسؤولية الكبيرة في هذا العمر الصغير الذي يلعب فيه غيري!!
تمنيت كثيرا لو أن أبي مزال على قيد الحياة لو أنه لم يستشهد، وحتى لو أنه كان قاسي كثيرا وكان يصرخ دائما ....لكن الحياة أقسى بكثير! ربما الحياة هي من جعلته على تلك الطباع الصارمة....هل سيكون لي أولاد يوما ما!!! هل سأقسوا عليهم أيضا!؟
#يتبع
حلقة كل خميس
من توقيع ليلى اشملال