أخر الأخبار

التسميات

الخميس، 17 ديسمبر 2020

بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا سنتحدث عن الماضي. الحلقة 28 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع ( أسر شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991)



 بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا سنتحدث عن الماضي. الحلقة 28 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع ( أسر شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991) 




اتفقنا أنا وياسين على أن نلتقي صباح الغد في منزله وليس في المقهى كعادتنا، استيقظت على الساعة العاشرة صباحا، تناولت فطوري ثم اتجهت صوب منزله، وجدته في انتظاري، في البداية ظننت أننا سنعيد التفكير في حل لحمل أختي، لكنه سرعان ما فاجئني بأنه وجد المخرج وأنه عثر على عريس لأختي سينهي كل هذه المشكلة، كان لدي الكثير من الأسئلة التي تحتاج لإجابات، لكن كل شيء تبخر بجملة واحدة فقط!

- شكون هاد العريس اللي غادي يدير هاد الخير؟

- علاش جاتك غريبة؟

- واش كتحماق عليا؛ باه الحقيقي هرب و معتارفش بيه بقى غي واحد مكيعرف حتا حاجة فهادشي كامل!

- أنا هو العريس

- شنو قلتي واش عارف راسك شنو كتقول؟

- شنو مرضيتيش بيا؟

- نخليك حتى يرجع ليك عقلك

- تسنى، شوف راه هذا هو الحل لكاين، أصلا أنا مدة كنفكر فالزواج و ملقاش نسيب حسن منك

- و عائلتك؟

- مالهم عائلتي، حتى واحد مغادي يسيق لخبار لشي حاجة، كلشي غيدوز مزيان

- ولكن هيا غادي تولد قريب يعني ميمكنش المرا تولد من بعد شهرين من زواجكم!!!

- غادي نديها لمدينة اخرى، و منرجعو حتى دوز عام

- خليني نفكر....تخربقت، مبغيتكش تكون ضحية لهدشي 

- فكر خود راحتك.....أنا ماشي ضحية انا باغي نتزوج


كان حلا غريبا، لم أتخيل ياسين يوما زوجا لأختي، بقيت متسمرا ساعة وأنا أفكر في اقتراحه، لم أتخد أي قرار، كان لزاما علي أن أتكلم مع أمي في الموضوع، حينما ناقشتها لم تبدي أي اعتراض بل رأت أن عرض ياسين هو الحل المناسب لمشكلتنا، كان جواب أمي كافيا لأحسم في هذه القضية، لم أنتظر أن أسمع رأي أختي لأنها مذنبة والمذنب يجب أن يرضخ لأي شيء دون اعتراض! كما أن ياسين شاب ناضج و مسؤول و هو بالتأكيد سيكون أفضل من القذر الذي هجرها و رحل حينما سلمت له نفسها!


بعد ثلاث أيام، جاء ياسين برفقة والديه لخطبة أختي، تمت الخطوبة بدون مشاكل أو اعتراضات والأهم أن الحمل لا أحد يعلم عنه شيئا، وإلا فما كان لوالديه أن يقبلا بأن يدفع ابنهما ثمن غلطة لم يرتكبها من الأساس! 


بعد الخطوبة، خف الحمل علينا و استطعت أخيرا أن أنام دون أن أغرق في التفكير حتى الفجر، أزاح  ياسين عني عبئا ثقيلا سيجعلني مدينا له طوال حياتي، اتفقنا على ابرام عقد الزواج بعد أسبوع، قمنا بتحضيرات "العرس"، كان كل شيء يحدث بسرعة، حتى أن أهل العريس قد استغربوا لعجلتنا، فاستطعنا اقناعهم باكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة. اكملنا باقي التجهيزات، ثم أقمنا خيمة كبيرة أمام منزلنا، تكلفت بإبلاغ الجيران و عزمهم للزفاف، كنت متوترا وسط كل هذه الفوضى، لكنني كنت صبورا فلم يتبقى سوى يوم واحد نودع فيه أختنا ونطوي هذه الصفحة القذرة إلى الأبد!


حضر الرجال على الساعة الواحدة ظهرا، افتتحنا هذا "العرس المبارك" بقراءة سور صغيرة من الذكر الحكيم بعدها وضعت الأطباق الشعبية، فتعالت الأصوات و انشغل الجميع بالأكل، انتهت مهمتي بعد ساعتين مع المعازيم و تكلفت أمي ببقية اليوم، استقبلت النساء اللواتي جئن بعد مغادرة الرجال على الساعة الثالتة زوالا، اكتظت الخيمة كان عددهن يفوق الرجال ، فور جلوسهن بدأن بالرقص والطبل، انطلقت الزغاريد و التهنيئات، وسط هذه الأجواء تبخر أخيرا الكابوس المزعج الذي لم يفارقني منذ عودتي من العمل في الضيعة.


استمرت الحركة و الأصوات حتى وقت متأخر، خرجت العروسة بلباس واسع، لقد تعمدنا ذلك كي لا ينتبه أحد إلى البطن المنتفخة، كان صديقي ياسين بجانب زوجته بدى لي سعيدا، فأدركت أنه اتخد هذا القرار عن رضى كما قال لي، تمنيت لهما السعادة و جلست بدوري بجانبهم كي ألتقط صورة  معهم للذكرى.



حلقة كل خميس

من توقيع : ليلى اشملال

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
Item Reviewed: بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا سنتحدث عن الماضي. الحلقة 28 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع ( أسر شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991) Description: Rating: 5 Reviewed By: khalid jazemi
Scroll to Top
Scroll to Top