وفاء بلا ثمن
دأب الكاتب و المثقف و المفكر على تعريف الفقر تعريفا حصريا كانعدام و قلة الشئ بمعنى أن كل ما يملكه الفقير بنسبة قليلة أو لا يملكه بالأساس .
من هنا ذهبت دول بمؤسساتها و تنظيماتها بعيدة بهذا التعريف فجعلته منهجية تنهجه ضد كل عدو لها معارضا لسياساتها متخدة في ذلك تجليات أخرى كالإقصاء و التهميش و التشهير و التشويه و .... !!!!
لكن حينما نرى أن هذه القاعدة الديناميكية المجحفة تنهجها ضد مواطنيها المخلصين و الأوفياء الذين قدموا فداءها الغالي و النفيس فهذا مدعاة للقلق و التساؤلات.
مدخل الحرب.
من هنا ولج أبي الشهيد ، وهو يهتف باسم بلادي حتى راح فداء للوطن ، تاركا وراءه قصة معاناة ليست لها نهاية تجرعته أسرته من بعده في صمت ، إنه الحامي لأسوارها و السخي بحنانه و عطائه ، المانح إياها أصنافا من الراحة و السعادة و الاستقرار ، غادر و غادرت معه كرامة الأسرة و هيبتها ، فدخل متسللا بيته كائن غريب بجميع تنظيماته و بمنهجية قاسية عملت على تنفيذ مخططه الإبليسي فنجح في تنفيذه ببراعة و تفوق .
# الحصيلة 1 #
إنها أشجان و آهات و آلام و بطالة و عوز و فاقة ......إنها مخلفات حربه الضروس علينا .
# الحصيلة 2 #
فمن جيب الوفاء و التضحية ( المعاش الهزيل - عدم مواكبة مكفولي الأمة ) طل علينا الفقر و الحاجة و الإملاق و كل صنوف الإحتياج ...، العوز في العطف و الحنان ، العوز في الراحة و الاستقرار ، العوز في الطمأنينة و الحلم في المستقبل ... فلاح من بعيد للقاصي و الداني مدى البؤس الذي تعيشه هاته الأسرة ، إن روحي يكسوها الخواء وعقلي لا يستوعب للآن مدى الظلم و الإجحاف الذي عانته أسرة الشهيد .
# شجون و آهات #
يا شهيد الوفاء تلوعني الذكرى ويصبرني : أنك عند الله حي في السماء . يا حبيب الروح طلبتك السماء ولبيتَ النداء وبات البيت من غيرك خاليًا فما السبيل إلى اللقاء !!!
يا شهيد الصحراء قد اخضرت الرمال و زهور الربيع بدأت تتفتح و أخاف أن تنطق وتسألني عنك و أنت الذي كنت تسقيها كل يوم بدماءك و ترويها بإخلاصك !!
فلا ثمن للوفاء
ابن شهيد / ع النبي ع السلام