إلى معالي رئيس الحكومة المغربي
عزيز أخنوش
سلام تام بوجود مولانا الإمام
بعد التحية والسلام،
معالي رئيس الحكومة،
في إطار تتبع ومواكبة مشاكل وقضايا أسر شهداء الصحراء المغربية 1975-1991، تراسلكم الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، للمرة الثانية، من أجل وضعكم في الصورة الحقيقية للوضع المأساوي الذي تعيشه هذه الأسر على مدى سنوات عديدة، في تناس تام من قبل الحكومات السابقة ولحكومتكم أيضاً، آملين أن تكونوا منسجمين مع خطاباتكم ومسؤولياتكم الدستورية تجاه شريحة واسعة من الشعب المغربي الذي ضحى آباؤها من أجل استرجاع أقاليمنا الجنوبية للمملكة، وأن تضعوا حداً للإقصاء الذي يعرفه الملف الحقوقي لأسر الشهداء، وأن تضعوه ضمن أولويات أجندتكم الحكومية، تماشياً مع العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذه الفئة، وهذا يتجلى عبر مجموعة من المذكرات والأوامر والخطب الملكية السامية التي لم تجد طريقها إلى التطبيق أو الأجرأة ولا نعرف من يقف وراء ذلك.
معالي رئيس الحكومة،
فمشاكل أسر شهداء الصحراء المغربية، كلما بقيت في رفوف مكاتب حكومتكم، ستبقى مشاكل معلقة تستغل من طرف أعداء الوطن، لأن هذا الملف مرتبط بشكل مباشر بالقضية الوطنية الأولى. وعليه يصبح من الضروري التدخل لحل هذه الإشكالات، والتي تدخل في إطار اختصاصاتكم الدستورية ومهامكم الحكومية. وعليكم أن تجدوا الحلول المناسبة لها بقدر ما تعالجون قضايا أخرى تخص باقي مكونات الشعب المغربي.
أولاً، بالنسبة لمعاشات أرامل شهداء الوحدة الترابية، بعد وفاة الشهيد في الصحراء المغربية، تعامل صندوق التقاعد المغربي مع أرامل الشهداء كأرامل عسكريين، مما أدى إلى ضياع حقوق أرامل الشهداء، ويجب تصحيح هذا الخطأ لضمان استعادة حقوقهم.
ثانياً، ما نصيب أرامل الشهداء غير المستفيدين من السكن العسكري أو توفير السكن طبقاً للأوامر الملكية لتفويت السكن العسكري بدرهم رمزي، مثل:
– المذكرة المصلحية الملكية رقم 2642 بتاريخ 10 مايو 2001
– التعليمات الملكية الخاصة رقم 5497 بتاريخ 28 مارس 2013
– المذكرة المصلحية الملكية رقم 5359 بتاريخ يونيو 2007 لإنجاز 50 ألف سكن
– الرسالة الجوابية لصاحب الجلالة الملك نصره الله وأيده لإدارة الدفاع الوطني بتاريخ 25 يونيو 2021 التي أعطت موافقته السامية لتفويت مساكن مجاناً لأرامل وأبناء شهداء الوحدة الترابية وتوفير المساكن والقطع الأرضية المجهزة لبناء ذات مساحة 80 متر، تابعة لملك الدولة الخاص أو لوكالة المساكن والتجهيزات العسكرية أو للجماعات السلالية التي ستتولى مديرية أملاك الدولة تمويلها.
ثالثاً، ما مصير حي الشهداء الذي لم تسو بعد وضعيته القانونية والإدارية في مدينة تازة؟ يجب على حكومتكم التدخل بشكل مباشر لحل هذا الملف وتطبيق الأوامر الملكية بشكل استعجالي، علماً أن أرامل الشهداء يموتون دون الاستفادة من حقوقهم في السكن.
كما أن تسليم المساكن للوبيات العقار ضد التعليمات الملكية السامية،ورفع دعاوى إفراغات ضد أرامل الشهداء وأبنائهم لطردهم من مساكنهم يتعارض مع أوامر صاحب الجلالة الملك بتوفير السكن وتفويت السكن العسكري مجاناً.
رابعاً، معالي رئيس الحكومة، نعلم جيداً أن قانون 33.97 الخاص بمكفولي الأمة ينص على منح مكفولي الأمة حقوقاً خاصة تتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والإسكان. ولكن، لا توجد أي عناية تذكر من طرف الحكومة أو الوزارات الوصية، بينما استفاد منه أطراف أخرى.
خامساً، المرسوم رقم 2.10.374 الصادر في 16 يوليو 2010 المتعلق بتطبيق بعض أحكام القانون 33.97 بشأن منح الأولوية في التوظيف لأبناء الشهداء. مسألة التشغيل بالنسبة لأبناء الشهداء لم يستفيدوا من النسبة المخولة لهم في إطار الوظيفة العمومية، وما يزيد من تعقيد وضعهم وظروفهم الاقتصادية والاجتماعية هو قلة العناية التي يحظون بها من طرف الحكومة. لذلك، نلتمس منكم خلق برنامج خاص لهذه الفئة بعيداً عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لأنهم لا يدخلوا في خانتها، كما فعلت حكومتكم الموقرة العديد من المبادرات في هذا الجانب، فنرى أن أبناء الشهداء هم أولى.
الخطب الملكية في ذكرى المسيرة الخضراء والأمر اليومي بذكرى إنشاء القوات المسلحة الملكية تشير إلى العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأسر الشهداء، وتشدد على ضرورة تحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية. أما التقارير التي ترفع إليكم بخصوص أسر الشهداء وأبناء الوحدة الترابية فهي غير صحيحة، حيث لا يزال عدد كبير من الأسر لم تستفد من السكن ويعاني عدد كبير من أبناء الشهداء من البطالة.
معالي رئيس الحكومة، الملف الحقوقي لأسر شهداء الصحراء المغربية هو قضية عادلة وواجب وطني ومسؤولية حكومتكم الموقرة، فتدخلوا لإيجاد الحلول من أجل نيل حقوقهم كاملة و غير منقوصة، لأننا اليوم بادرنا بتوجيه هذه الرسالة لكم للتعبير عن معاناة هذه الفئة الواسعة من الشعب المغربي.
وفي الأخير، تقبلوا منا فائق التقدير والاحترام