أخر الأخبار

التسميات

الجمعة، 9 أكتوبر 2020

بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا سنتحدث عن الماضي. الحلقة 18 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع ( أسر شهداء حرب الصحراء المغربية)



 بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا سنتحدث عن الماضي. الحلقة 18 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع ( أسر شهداء 

حرب الصحراء المغربية) 

 



عاد "العساس" مرفوقا بأحد الأشخاص تبدو  علامات "النعمة والخير" على هيأته وملابسه، علمنا بعد حديث قصير معه أنه صاحب الضيعة التي سنعمل فيها، اتفقنا معه على كل شيء وكانت آخر جملة قالها لنا " لخدم مزيان و دمر راه كنتهلا فيه، ومرحبا بيكوم نخليكوم ترتاحو ذابا "، تقاسيم وجهه تقول أنه شخص صارم، لم أحب أن أكون فكرة مسبقة عنه، بداية تمنيت أن يكون صادقا في أقواله وأفعاله فقط أما ما تبقى فستثبته الأيام.


بعد رحيله، دخلنا غرفتنا الصغيرة قمنا بتنطيف الأرضية التي وضعنا عليها بعضا من أغطيتنا البسيطة، و في جانب آخر قمنا بترتيب  لوازم الطهي والأواني التي أتينا محملين بها من مدينتنا إلى هنا، حيث تنتظرنا حياة جديدة تبدو لي أنها ستكون شاقة من النظرة الأولى.


بعد إتمام جميع أمورنا من ترتيب وتنظيف نام صديقي ياسين، أنا أيضا كنت متعبا وبحاجة للنوم استعدادا للعمل يوم غد، لكنني خرجت في جولة تفقدية صغيرة للضيعة، صادفت وجوه العمال الذي مر بعضهم دون أن يرمقني بنظرة، بينما تفحصتني أعين البعض بلطف، لم أتساءل كثيرا عن السبب؛

في الغد سأصبح واحدا منهم سنتحدث سنضحك سنتقاسم أعباءنا و نشارك همومنا، في الغد سيتعرفون علي وأتعرف عليهم ،لذا لا داعي للخوص في أحاديث ما قبل أوانها، خاصة وأن حذاءهم الفلاحي الذي يرشح بؤسا يتحدث نيابة عنهم و يحكي كل القصة.


- خويا، غين غادي؟

- أنا خدام جديد جيت غي ليوم، واش ماشي مشكل ندرب دورة فالفيرمة

- ماشي مشكل، ولكن شوف مع العساس هو يمشي معاك حيث الخدامة تيخرجو فهاد الوقت، العساس بوحدو لكيبقا يدور

- واخا الله يحفظك، فين هو العساس؟

- راه غتلقاه تحت، هو ملي غيشوفك غيهدر معاك

- صافي واخا شكرا

- مرحبا بيك خويا، واش غادي تسكن معانا هنا

- اه أنا وصاحبي

- مزيان حتا أنا ساكن هنا مع الدراري

- ديالاش داك الكاميون؟ علاش كيطلعو ليه

- هداك تيوصل الناس لساكنة على برة، حيث ماشي كلشي ساكن هنا فالفيرمة، كاين لمزوج وكاري، وكاين لساكن مع والديه

- اه فهمتك، كيدايرا الخدمة؟

- واش غادي نكوليك أ خويا، تمارة ودمير ولكن الواحد يصبر وصافي آش غادي دير، لقمة الحلال خصنا نجيبوها باش ما كان

- آه داكشي لكاين، طرف الخبز صعيب

- باك لجابك تخدم هنا

-  با الله يرحمو مات شهيد فالحرب، وأنا لكبير فخوتي كنعاون الواليدة بلي قدرت عليه، 

- إوا الله يسهل عليك أخويا، نخليك دابا سير ضرب دورة وتعشا معا راسك ونعس ترتاح راه كنفيقو بكري

- داكشي لغندير 

-والمهم إلا بغيتي شي حاجة أجي عندي راني ساكن فأول بيت على ليمن، سميتي رشيد

- الله يحفظك خويا أنا محمد....



حلقة كل خميس

من توقيع ليلى اشملال

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
Item Reviewed: بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا سنتحدث عن الماضي. الحلقة 18 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع ( أسر شهداء حرب الصحراء المغربية) Description: Rating: 5 Reviewed By: khalid jazemi
Scroll to Top
Scroll to Top