قافلة صلة الرحم.. ملحمة وفاء في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء
بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، نظمت الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية قافلة وطنية إلى مدينة العيون تحت شعار "قافلة صلة الرحم"، في مبادرة وطنية رمزية تهدف إلى تخليد هذه المناسبة الغالية على قلوب جميع المغاربة، وزيارة قبور شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا من أجل الوحدة الترابية للمملكة.
انطلقت القافلة من أمام مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء يوم الإثنين 3 نونبر، على الساعة الواحدة زوالًا، بمشاركة أرامل وأبناء وبنات شهداء وأسرى الوحدة الترابية، الذين حملوا معهم حب الوطن ووفاءهم للعرش العلوي المجيد، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وضمت القافلة مشاركين من مدن عديدة: الرباط، سلا، سيدي سليمان، القنيطرة، الخميسات، تيفلت، فاس، تطوان، بني ملال، خنيفرة، مراكش، مريرت، الدار البيضاء، وأزيلال. وقد عبر المشاركون عن فخرهم بالمساهمة في هذا الحدث الوطني التاريخي، الذي يعكس الانتصار الكبير للمغرب بعد تجديد الاعتراف الدولي بسيادته على أقاليمه الجنوبية ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ونهائي للنزاع المفتعل.
من الدار البيضاء إلى الطاح.. رحلة وفاء ومشاعر وطنية
بعد مرور القافلة من عدة مدن، وصلت إلى مدينة الطاح بإقليم طرفاية بجهة العيون الساقية الحمراء، وهي نقطة تاريخية خالدة في ذاكرة المسيرة الخضراء، حيث رفع المتطوعون سنة 1975 راية الوطن وأدوا صلاة جماعية في مشهد خالد.
وقد استُقبلت القافلة في الطاح بحفاوة كبيرة من ساكنة المنطقة، الذين قدموا التمر والحليب واللبن الصحراوي كعادتهم في الكرم الأصيل. كما كان في استقبال القافلة أخت السيد دادا الحسين، المشرف العام للمجلس الوطني لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، والتي تشغل منصب رئيسة جماعة قروية جنوبية. وقد خصصت استقبالًا مميزًا تخللته صور تذكارية وأهازيج وفقرات من الفلكلور الحساني.
العيون.. استقبال مهيب وتنظيم غداء وزيارة لمقبرة الشهداء
واصلت القافلة مسيرتها نحو مدينة العيون، حيث كان في استقبالها بنات شهداء الوحدة الترابية إلى جانب قدماء المحاربين والعسكريين.
وقد تم تنظيم غداء على شرف القافلة بمبادرة من أسر الشهداء بالعيون، تخلله لقاء ودي وتبادل كلمات الشكر والعرفان. وبعد ذلك، قام المشاركون بزيارة مقبرة الشهداء بجماعة دشيرة، لقراءة الفاتحة والترحم على أرواح الأبرار الذين قدموا حياتهم فداء للوطن ووحدته الترابية.
كما حظيت القافلة باستقبال مميز من السيدة عائشة بوكة، أرملة أحد قدماء المحاربين، التي فتحت بيتها لاحتضان المشاركين لمدة يومين، حيث أقيمت مأدبة غداء وحفل استقبال رائع، بحضور عدد من رموز الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين، يتقدمهم السيد حليم الحسين.
كلميم.. محطة ختام الوفاء والتكريم
وفي طريق العودة، حطت القافلة رحالها بمدينة كلميم، حيث تم استقبالها بحرارة من طرف أبناء وبنات وأرامل شهداء الوحدة الترابية، إضافة إلى قدماء المحاربين. وعلى رأسهم السيد محمد امبارك برد الليل وقد جرى تنظيم حفل عشاء وتكريم على شرف أعضاء المكتب الوطني للجمعية والمشاركين في القافلة، عربون تقدير لتضحياتهم ومبادرتهم الوطنية المتميزة.
الاستقبال بكلميم كان أسطوريًا، جسد عمق التلاحم بين أبناء الصحراء المغربية، الذين جددوا ولاءهم للعرش العلوي المجيد، مؤكدين استعدادهم الدائم للدفاع عن مقدسات الوطن ووحدته الترابية.
دعاء وطني خالص
وفي ختام هذه المبادرة الوطنية، رفعت الجمعية الوطنية أكف الدعاء لله تعالى أن يشفي ويعافي جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويحفظ صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصنوه الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، سائلين الله أن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
وشعارنا الخالد: الله – الوطن – الملك.
بقلم خديجة الشكلي
